تطورات السياسة النقدية 1990 - 2009

السياسة النقدية هي الإجراءات و التدابير التي تتخذها السلطات النقدية - بنك السودان - بغرض التحكم في حجم التمويل المصرفي و نوعه، و بالتالي في عرض النقود كهدف وسيط و ذلك للوصول إلى الأهداف الاقتصادية الكلية.

أما السياسة التمويلية فهي تتعلق بتخصيص و توجيه التمويل و سلامة و فعالية التنفيذ، و يشارك في تنفيذها القطاع الخاص و العام من خلال عمليات التمويل للبنوك و المؤسسات المالية.

تساهم هذه السياسات بطريقة مباشرة في فعالية تحقيق أهداف السياسة النقدية و تقليل أو احتواء آثارها السالبة على القطاعات الاستراتيجية و قطاعات الإنتاج بصفة عامة، حيث تعتبر أداء من أدوات السياسات الاقتصادية الكلية، لذلك فان إعدادها لابد أن يتم في هذا الإطار ووفقا للتوجيهات العامة للدولة.

أهم التدابير التي تتضمنها السياسة التمويلية، تحديد اشتراطات كمية و نوعية للتمويل قطاعيا و ذلك لتوفير احتياجات التمويل للقطاعات ذات الأولوية، ضوابط و توجيهات بخصوص منع أو الحد من تمويل بعض الأنشطة غير ذات الأولوية، و تحديد ضوابط التمويل بما يؤمن سلامة فعالية استخدام الموارد. لذلك نجد أن الاختلافات و التشوهات التي يعاني منها الاقتصاد يقتضي تكامل السياسات الاقتصادية من مالية و تمويلية و نقدية، وأن تخدم كل سياسة أهداف الأخرى و لا تتعارض معها. من ناحية أخرى فان أهمية الدور الذي تقوم به السياسة التمويلية في دعم برامج الإصلاح الاقتصادي و المالي تتضح في أنها تتعامل مع قطاع هام و مؤثر و هو الجهاز المصرفي.

في إطار التنسيق بين السياسة المالية و النقدية و التمويلية بتكامل دورهم في تحديد المتغيرات الاقتصادية الكلية مثل : إيرادات و مصروفات الدولة و النمو المقدر للدخل القومي و معدل التضخم المستهدف و موقف ميزان المدفوعات، و تبعا لهذه التقديرات يتم تحديد الكتلة النقدية المناسبة لتحقيق تلك الأهداف حيث تتمثل أهداف السياسة الاقتصادية الكلية في زيادة معدلات النمو الاقتصادي، استقرار الأسعار المحلية و سعر الصرف، و تحقيق العدالة في توزيع الدخل. و لا تحقق هذه الأهداف إلا بالتنسيق بين السياستين المالية و النقدية .

الملامح الأساسية للسياسة النقدية و التمويلية

منذ عام 1983 ظل بنك السودان يصدر و يتابع السياسات النقدية و التمويلية حيث كانت قبل ذلك مجرد توجيهات و ضوابط تحكم مسار العمل المصرفي.

طرأت على السياسة النقدية و التمويلية تغييرات جوهرية في جوانب إعدادها و صياغتها و أهدافها و آليات و أساليب تنفيذها و مراجعتها و قد تمثل هذه التغيرات الجوهرية في الجوانب التالية:

  1. إعداد السياسة النقدية و التمويلية في ضوء الموجهات الخاصة بالبرنامج الثلاثي للإنقاذ الاقتصادي، حيث تم وضع أهداف واضحة و محددة تتوافق مع أهداف البرنامج الاقتصادي، و قد تمثلت أهداف السياسة التمويلية و النقدية في الآتي:
    1. تنمية القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية
    2. العمل على تخفيف حدة التضخم
    3. تحقيق العدالة في توزيع الدخل و الثروة قطاعيا و جغرافيا
    4. تنمية و حشد الموارد وترشيد استخدامها بحيث يساهم عملاء البنوك بجزء من مواردهم فيتم و يلأنشطة الاقتصادية.
  2. إشراك كافة الجهات ذات الصلة بالسياسة النقدية و التمويلية في إعدادها و صياغتها بغية تلمس رغبات تلك الجهات و احتياجاتها و الاستهداء بمقترحاتهم ســـدا للثغرات و تقليل التعديلات خلال فترة التنفيذ.
  3. توسيع نطاق الأنشطة الاقتصادية ذات الأولوية لتشمل قطاعات النقل و التخزين و الحرفيين و صغار المنتجين و المهنيين و العقارات السكنية و الفئوية هذا بالإضافة إلى قطاعات الزراعة، الصناعة، الصادر.
  4. انحياز السياسة النقدية و التمويلية لتمويل الأنشطة الاقتصادية ذات الأولوية بصفة عامة و قطاع الزراعة بصفة خاصة باعتباره القطاع الرائد المعول عليه في تحقيق الطفرة الاقتصادية حيث تم تخصيص نسب تفضيلية للقطاع الزراعي.
  5. إدخال صيغ التمويل الإسلامية بدلا عن صيغة التعامل بالربا عملا بأحكام الشريعة في المعاملات المصرفية .

أهم التطورات في السياسة التمويلية والنقدية خلال 1990 - 2001م