منشور سياسة العملة النظيفة
العملة الوطنية هى واحدة من أهم ملامح الاقتصاد الوطنى، ووجها من أوجه السيادة الوطنية فى أى دولة من دول العالم ، لذلك ينبغى الحفاظ عليها. والتعامل معها يجب أن يكون حضارياَ، وذلك بصورة تليق بها من الاستخدام السيئ والحفظ العشوائى. والعملة الوطنية - ورقية كانت أم معدنية- بحاجة إلى المحافظة عليها من أى عبث وهذا واجب أي مواطن سوداني .. و يتم ذلك بالتوعية المستمرة من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وفى أغلب دول العالم نجد أن تداولها يتم باسلوب راقى وحضارى، حيث أنهم يحتفظون بما يحتاجون من عملات ورقية فى محافظ صنعت خصيصاَ لحفظ العملة الورقية بل يقومون باستخدام وسائل وتقنية حديثة استحدثتها البنوك التجارية لتسهيل عملية الصرف لعملائها.
تبنى بنك السودان المركزي سياسة العملة النـظيفة " Clean Note Policy " بعد عملية إستبدال العملة من الدينار إلى الجنيه في العام 2007 ، والتي نادت بها كل سياسات البنك المركزي المتتالية وذلك من خلال:
- العمل على توفير عملة نظيفة وسليمة في التداول بما يلبى احتياجات الاقتصاد الوطني من حيث حجم العملة وتركيبتها الهيكلية والتوقيت السليم .
- العمل على وضع الأسس والضوابط الخاصة بفرز وتصنيف العملة وتحديد أسس الإستبدال والتعويض للعملة المشوهة والتالفة.
- تشــغيل المركز الآلي لنظـــام الفرز والعد والتصنيــــف لمقابلة احتياجات الاقتصاد من العملة النظيفة والسحب الفوري للعملة التالفة والمشوهة وإبادتها.
- حث المصارف على صرف عملات نظيفة لعملائها.
- العمل على تدريب المتعاملين مع النقدية بالمصارف والمؤسسات والهيئات لتعريفهم بمواصفات العملة السليمة وعلاماتها التأمينية وأسس التصنيف والفرز للعملة .
- العمل على رفع الوعي العام لدى الجمهور بتعريفهم بمواصفات العملة السليمة وعلاماتها التأمينية وضرورة المحافظة على نظافة العملة الوطنية وعدم تشويهها أو سوء استعمالها .
- العمل على إنشاء متحف العملة لنشر الوعي والتعريف بالإرث التاريخي لاستخدام العملة بالسودان.
وفي إطار سعي بنك السودان المركزي في الإرتقاء بمستوى جودة العملة وتأمين سلامتها والحفاظ عليها تماشياً مع مشروع سياسة العملة النظيفة، عممت الادارة العامة للاصدار في عام 2012 إعلاناً الي جمهور المتعاملين بالعملة المحلية تناشدهم فيه بضرورة المحافظة علي ما لديهم من أوراق نقدية دائماً نظيفة وسليمة حفاظا للحقوق والثروة وذلك بالآتى:- إستخدام المحافظ حتي لا تتعرض الأوراق النقدية للأوساخ.
- عدم الكتابة عليها بتاتاً .
- تفادي الحفظ في الأماكن الرطبة حتي لاتفقد خصائصها.
- حفظها بعيداً عن السوائل والأحبار والزيوت والمواد الكيماوية التي تتسبب في التشويه والتلف .
والهدف من سياسة العملة النظيفة المحافظة على عملة نظيفة وحمايتها من التزييف، وصرف عملات ورقية سليمة و نظيفة للجمهور وذلك عن طريق العد و الفرز و الفحص الجيد و تحديد العملات الصالحة للتداول و غير صالحة للتداول و العكس فى حالة صرف عملات ورقية غير مفروزة .
ويستقبل البنك المركزى وفروعه فى الولايات يومياَ كميات مقدرة من العملات الورقية غير المفروزة أو المنصفة ( نظيف ـ تالف) تقارب ما بين ( 11 ـ 13) مليون ورقة فى اليوم ويقوم البنك المركزى بعملية العد والفرز و الفحص بشكل يومى ويتم تصنيف العملة التالفة اوغيرالقابلة للتداول والمتمثلة فى الاوراق (المتسخة / الممزقة / الملصقة / المهترئة /المختلفة الالوان / المختلفة الارقام ) و الغالب فى المدفوعات السائدة فى السودان هى النقد ( الكاش) علاوة على تعدد اشكال العبث الذى تتعرض له العملة مما يؤدى الى زيادة الكمية العملة التالفة.
مواصفات العملة الورقية غير الصالحة للتداول:
العملة الورقية غير الصالحة للتداول هى تلك الاوراق الممزقة او المقطوعة او المتسخة اوالمشوهه غير ان ملامحها لم تطمس كلياَ للمدى الذى يسمح بتطبيق شروط الورقة المشوهه عليها وهى كما يلى:
- اذا كانت بها ثقوب و أخرام .
- قص اى رقم او رمز (الورقة) اوعدم اكتمال شكلها وابعادها المعروفة (الطول، العرض ، السُمك )
- الاوراق الممزقة و الملزقة باى من انواع الاشرطة اللازقة .
- الاوراق المطموسة بالاحبار و الاصباغ او اى مواد كيميائية اخرى
- الاوراق التى فقدت تماسكها بكثرة الاستخدام و اصبحت لينة الملمس و مهترئة .
- الاوراق التى بها كتابة او المؤشر عليها باى نوع من الاحبار و الاقلام .
تعتبر العملات الورقية بالمواصفات أعلاه عملة ذات قيمة إسمية كاملة يمكن توريدها فى حسابات العملاء او استبدالها للعملاء باخرى صالحة للتداول ثم توريدها الى فروع بنك السودان المركزى
مواصفات العملة الورقية المشوهه:
العملات الورقية المشوهه هى التى تعرضت للقطع او القص او التخريم او تعرضت اجزاء منها للحريق وفقدت جزء من علاماتها التأمينية و هى كما يلى:
- اذا كانت مقصوصة الاطراف
- طمست معالمها كلياَ باى حبر او اى مادة اخرى .
- الاوراق النقدية التى فقدت اكثر من (25%) من حجمها الطبيعى .
- مقطوعة او مجزأة و تم لصقها باى مادة او شريط لاصق اومدبسة .
يجب إعادة الاوراق النقدية المشوهه لفروع بنك السودان المركزى لفحصها و تعريفها ثم تقييمها و تحديد نسبة القيمة التعويضية .
إن حضارة اى دولة وسلوك مواطنيها تظهر من خلال نظافة عملتها و احترام طريقة تبادلها النقدى و فى مختلفة الدول المتحضرة يظهر بوضوح الاحترام الكامل للعملة الوطنية ، بحيث تبقى الورقة منها نظيفة من اى شعارات او كتابات ، و يتم تداول العملة المعدنية بطريقة صحيحة حتى الاصغر قيمة.
ويجب على المواطن عدم الاستخفاف بها اثناء عملية التداول (البيع ـ الشراء ) فللمواطن حقوق وعليه واجبات منها إحترام عملته مهما اختلفت قيمتها الاسمية ، والجدير بالذكر ان هنالك قوانين فى الدول المتحضرة تفرض غرامات مالية على سواء استعمال العملة او تبادلها النقدى ، كما يلاحظ حرص الجمهور داخلياً على العملة الاجنبية المتداولة محلياَ مثل الدولار واليورو لمعرفتهم بعدم إمكانية صرفها فى السوق اذا تعرضت للتلف .
ان تطبيق سياسة العملة النظيفة لا يقتصر على الدور الذى يقوم به بنك السودان المركزى بل يجب ان يكون هنالك تعاون فعال من البنوك التجارية و المؤسسات الحكومية و الخاصة و الجمهور القيام بمسؤوليتهم سواء بعملية العد والفرز والفحص سواء كان اليَاً او يدوياَ قبل الاستلام و المحافظة على العملة من التلف، و تحديد موطن الخلل من المودعين ففى حالة وجود عملة ورقية مشوهه اومزيفة ) فيجب فى هذه الحالة ان يتم تنبيه المودعين لاوجه الخلل حتى يقوموا بدورهم فى التحرى عند استلامهم العملة التى يستلمونها مقابل الخدمات والسلع و الانشطة التى يقدمونها.
ومن ضمن خطط البنك المركزي لتطبيق ونشر سياسة العملة النظيفة ، عمل الآتي :
- تشجيع البنوك التجارية لإستجلاب ماكينات حديثة لعد وفرز وفحص النقود تواكب التطورات الحديثة فى مجال العملة الورقية والمعدنية بكل أنواعها المختلفة.
- حث البنوك التجارية لتنظيم ورش عمل مماثلة أو دورات تدريبية تستهدف كل صرافي البنك للتعرف على سياسة العملة النظيفة ( العد ، الفرز ، الفحص ، مواصفات العملة التالفة و المشوهه ).
- الترويج لوسائل الدفع الأخرى، وذلك للحد من ظاهرة التداول النقدي للعملة ( البطاقات البلاستكية و النقود الالكترونية ...... الخ من بدائل النقود )
- تصغير حجم العملة الورقية و المعدنية بقدر الامكان ، حتى يتسنى للجمهور استخدام محافظ الجيب الخاصة بحفظ النقود
- ازالة تداخل الالوان بالذات فى فئتى (5،50) جنيه ما بين الون الرمادى و الازرق الذي خلق نوع من التشابه بين الفئتين.
- قيام الجهات المعنية بالدولة التى تمنح تراخص لمزاولة العمل مثل ( بائعى السمك ـ اللحوم ـ محلات الخضار ـ المطاعم... وغيرها) باضافة شرط لمنح الترخيص يتمثل في توفير حافظة نقود.
- تشجيع الجمهور للتعامل مع البنوك التجارية بدلاً من تعرض بعضهم لخسائر مالية نتيجة لتخزين العملة فى اماكن غير مأمونة ينتج عنها تعرضها للحريق او الرطوبة او السرقة أو التلف.
- قيام الجهات الرسمية و المواطنين بضبط حالات التشويه المتعمد للعملة النظيفة والابلاغ عنها الى جهات الضبط لاتخاذ الاجراءات القانونية بحق المتسببين فى ذلك.
- تعيين فرزين بصفة رسمية فى البنوك التجارية لان المحافظة على العملة مسوؤلية الجميع ليقوم كل فرد بدوره المنوط به.
- عدم وضع الاختام و الدبابيس و كتابة الارقام و الاسماء على الاوراق النقدية من قبل موظفي البنوك التجارية وشركات الصرافة والصرافيين بالمؤسسات الحكومية و الخاصة وغيرهم مما يؤدى الى تغيير معالمها و تشويهها.
- التنسيق المستمر بين بنك السودان المركزى و البنوك التجارية ووسائل الاعلام فى تحديد الية يكون لها صفة الاستمرارية تهدف الى توعية الجمهور حول سلامة استعمال العملة و المحافظة عليها كاعلانات تحزيرية تتفق مضامينها و غيرها من الوسائل التى تحد من هذه الظاهرة.